حمل قوقل كروم لتصفح الموقع بشكل سريع

الاثنين، 12 مارس 2012

النهوض بوضعية المرأة القروية في المغرب

لا يمكن تحقيق أهداف التنمية القروية المستدامة، دون الاعتراف بأهمية المرأة القروية و مساهمتها الفعالة، هذه حقيقة لا يستطيع أحدا أن ينكرها خاصة و أن المرأة تشغل في العالم القروي مكانة هامة في المسار الإنتاجي بصفتها امرأة و بصفتها مزارعة أو حرفية أو تاجرة أو عاملة أو مستعملة للمواد الطبيعية. ففي عالم يعاني من تفشي الفقر، و انعدام الأمن الغذائي، و تزايد الهجرة القروية، و تدهور الأحوال البيئية، ما زالت المرأة القروية توفر الغذاء لأسرتها على الرغم من إمكانيتها المحدودة في الحصول على الأرض، و الائتمان، و التموين، و التقنيات، و التأهيل و التواصل.

إلا أن المرأة في جميع الدول النامية تعاني من تفاقم الهوة بين ما تقوم به من دور الإنتاج و التأمين الغذائي و بين المكانة التي تتبوؤها في المجتمع والنسيج الاقتصادي، و هذه الوضعية راجعة إلى:

تراكم و تفاعل التصورات التي قزمت أدوار المرأة في الوظيفة المنزلية و الإنجابية و تجاهل المهام و المسؤوليات التي تقوم بها.
اتسام البرامج الموجهة للمرأة بالارتجالية و القطاعية.
اختزال مساهمات المرأة من طرف المفاهيم، أدوات العمل و مناهج التحليل و بصفة عامة الإستراتيجية الموجهة للمرأة.
و أمام تفاقم هذه الوضعية فإن هناك محاولات في جميع البلدان للنهوض بالمرأة كشريك أساسي في التنمية و ذلك ب:

إبراز المساهمة الحقيقية للنساء في الوسط القروي و إعادة قراءة الواقع بالقيام بالدراسات الميدانية الموجهة للمرأة.
إعادة النظر في التصورات و المفاهيم و الإستراتيجية. ولقد فرضت هذه التوجهات من خلال التحديات التي أصبح العالم يعيشها والتي لخصتها الأهداف الألفية المراد تحقيقها.وكذلك لأن تعزيز مكانة المراة، رهين بإيجاد طرق لتحقيق وعيها الغذائي.
  • I . دور المرأة القروية المغربية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالعالم القروي :

في المجال القروي المغربي، تشكل المرأة قوة فاعلة هامة على مستوى الشغل و الإنتاج و تساهم بشكل كبير في المدخول العائلي من خلال الأنشطة الفلاحية و شبه الفلاحية التي تقوم بها. ان جرد لهذه الأدوار يبن مدى أهمية دور المرأة في تحقيق الأمن الغذائي لأسرتها ولمحيطها المحلي وكذا للأجيال المقبلة. و يمكن تلخيص هذه الأدوار في ما يلي :

التربية و الأشغال المنزلية.
إدارة المياه : فالمرأة غالبا ما تتحمل أعباء جمع المياه و استخدامها و إدارتها لتلبية احتياجات الأسرة.
الغابة / الموارد الطبيعية : المرأة هي العنصر الأكثر ولوجا للغابة و المستغلة الرئيسية لها فهي تتحمل القدر الأكبر من الأنشطة يمكن تلخيصها في :
  • جلب حطب الوقود بحيث تعد من المهام الشاقة المكلفة من ناحية الوقت و العبئ.
  • جمع العلف و رعي الحيوانات.
  • استخدام الأعشاب الطبية.
الأعمال الفلاحية : هناك زراعات تعتمد أكثر على عمل النساء كيد عاملة أسرية أو مأجورة تتجلى في الميادين التالية :
  • الحبوب ، البقوليات ، المزروعات الكلئية : القلع اليدوي للطفيليات ، الحصاد ، النقل و التخزين .
  • الأشجار المثمرة : فهي تساهم بجانب الرجل في جمع الثمار ) الزيتون ، اللوز ، التين ......( جني ، نقل ، تخزين ، تحويل و تجهيز الثمار إلى مواد صالحة للتسويق و الاستهلاك .
  • تربية الحيوانات : فهي تقوم بالجزء الأكبر من :
  • أنشطة تربية الحيوانات كالرعي ، الرعاية ، التنظيف ، التغذية و جلب الكلأ.
  • تحويل المنتجات الحيوانية لاستهلاك الأسرة أو التسويق.
  • المحافظة على الموارد الوراثية : تكتسب المرأة القروية خبرة و معرفة بالمحافظة على الموارد الوراثية و ذلك بحكم
  • مسؤوليتها في الإنتاجين الحيواني و النباتي .
  • تحويل المنتجات الزراعية إلى مواد صالحة للاستهلاك الأسري .
  • العناية بالبذور و خزنها ) تنقية البذور تعد من اختصاص النساء و يتم نقل الخبرات من جيل إلى آخر( . - المحافظة على العادات الغذائية للمنطقة و كذلك المعالجة المحلية بالأعشاب الطبية الموجودة.
  • II (المشاكل و الإكراهات التي تعاني منها المرأة القروية :

رغم هذه الأدوار التي تقوم بها المرأة في مسلسل التنمية فإنها لا زالت رهينة لعدة إكراهات هيكلية ، اقتصادية ، اجتماعية ، و مؤسساتية ، و تتجلى هذه المشاكل في :

  • 1 - IIضعف التمدرس و تفشي الأمية :
الفتيات اللواتي يتراوح عمرهن ما بين 8 و 13 سنة لا يذهبن للمدرسة و ذلك راجع لعدة عوامل :
  • سوسيو ثقافية : العقلية الذكورية .
  • سوسيو اقتصادية : يد عاملة مجانية .
  • ضعف البنيات التحتية : انعدام أو بعد المؤسسات التربوية .

  • 2 - II ضعف التأطير الصحي :
  • انعدام أو بعد المراكز الصحية .
  • النقص في المعرفة الصحية و اللجوء إلى المعالجة بالطرق التقليدية مما يترتب عنه :
  • كثرة الولادات .
  • الوفيات عند الأمهات أثناء الولادة و الأطفال عند الولادة .
  • حاجز التغيير.

  • 3 - II ضعف حقوق الملكية :
  • قلة النساء اللواتي يملكن الأراضي المنتجة.
  • المرأة غالبا ما تكون مستغلة منها مالكة.
  • التخلي عن حقها في الملكية وحق القرار لفائدة الرجل ودلك راجع ل:
  • التقاليد العائلية.
  • القيم الاجتماعية السائدة .

  • 4 - II صعوبة الحصول على القروض و الولوج إلى مصادر التمويل :

  • انعدام الضمانات و الشروط التي تفرضها مؤسسات القروض الراجع إلى الضعف في حقوق الملكية .
  • عبئ العادات و التقاليد ، فالقيام ببعض العمليات المالية رهين بموافقة الولي.
  • تعقيد الإجراءات الإدارية و صعوبة نظام الضمانات .
  • ضعف التأطير للإبراز و تشجيع النساء الحاملات للمشاريع.
ضعف أنظمة للقروض الصغرى الملائمة للأوضاع الصعبة للمرأة القروية.

  • 5 - II ظاهرة الفقـــر:
ان شريحة مهمة من النساء القرويات تعيش ظاهرة الفقر يزيد من تفاقمها مايلي :
الافتقار إلى الموارد و الخدمات الإنتاجية و عدم التحكم فيها.
 الأمية المتفشية .
الهجرة القروية عند الرجال تزيد من عبئ الأعمال و المسؤوليات الملقاة على المرأة بشكل يتجاوز طاقتها و قدرتها الطبيعية. مما يترتب عنه نساء و فتيات يعشن غالبا تحت عتبة الفقر ، مما يأثر سلبا على وضعية المرأة . وتتسم هذه الوضعية بأشكال التهميش ولإقصاء تتجلى في :

  • إبعادها عن كل ما هو تأطير أو تفكير في المشاريع .
  • سهولة الانهيار الأسري ) ميزانية الضيعة ( و التعرض إلى الهجرة .
  • الابتعاد مما هو رسمي أو إداري .
  • سهولة التخلي عن ممتلكاتها .
  • سيطرة العقلية الذكورية .
  • سهولة تعرضها للاستغلال.

  • 6 - II ضعف الاستفادة من التكوين و الإرشاد :
ان المرأة القروية تعاني من ضعف التأطير وذلك راجع الى :

  • ثقل عبئ الأعمال التي تقوم بها المرأة يحد من مشاركتها في برامج التحسيس و التأطير و التكوين.
  • عدم تزامن و تلاءم برامج الإرشاد مع جدول أعمال النساء .
  • تقوقع المرأة داخل المنظومة الاجتماعية و عدم إقبالها على الإرشاد.
  • توجه برامج الإرشاد في غالبيتها للرجال و نادرا ما تهتم بالمرأة و احتياجاتها.
  • العادات و التقاليد التي تحد من حركية النساء للاستفادة من الدورات التكوينية خارج مجالها القروي .
  • النسبة المرتفعة من الأمية تزيد من إقصاء النساء من دائرة الحصول على المعلومات .

  • 7 - II صعوبة تسويق المنتجات النسائية :
من العوائق التي تحد من اندماج المرأة في النسيج الاقتصادي صعوبة الولوج الى الاسواق وذلك راجع الى :
الافتقار إلى المعار يف و المهارات في مجال التسويق .
العادات و التقاليد التي تحد من حركية النساء .
هشاشة البنيات التحتية التي تزيد من صعوبة الحصول على عوامل الإنتاج و التسويق.

  • 8 - II ضعف تنظيم المرأة القروية و إقصائها من دوائر القرار :
في المجال المؤسساتي والتنظيمي تعاني المرأة من عدة مظاهر منها :
  • قلة تمثيلها في التنظيمات المهنية و الجمعوية و في مراكز القرار.
  • عدم مسايرة تطور العمل الجمعوي النسوي في المجال الحضري بالمقارنة مع المجال القروي .
  • انخراط المجتمع المدني في إشكالية المرأة الحضرية على حساب المرأة القروية. و هذا راجع إلى عدة عوامل منها :
  • افتقار المرأة للوقت اللازم للمشاركة كعضو نشيط ) أعباء العمل -*لمنزلي و رعاية الأطفال ( .
  • عدم الإحساس بأهمية التنظيم .
  • الذاكرة الجماعية تكرس ارتباط أي تنظيم بمشروع مدر للدخل . عدم مسايرة الإجراءات الإدارية و القانونية لخلق جمعيات أو تعاونيات لتفشي الأمية في أوساط النساء.
  • صعوبة التنقل و قلة التجربة في التعامل مع الجهات الرسمية .
رغم معرفة المرأة القروية بالتكنولوجيا التقليدية فإن التنمية التكنولوجية قد أغفلت احتياجاتها و أولوياتها مما تسبب في الحد من إمكانية حصولها على الموارد و الأنشطة المدرة للدخل . و بالتالي إفادتها في أنشطتها الإنتاجية و الإنجابية .

0 commentaires: