تعريف الوطن في اللغــــة :
في اللغة : ـ قال ابن منظور في لسان العرب
الوطن المنزل الذي تقيم فيه وهو موطن الإنسان ومحله يقال أوطن فلان ارض كذا وكذا اتخذها محلا ومسكنا يقيم فيه .
وقال الزبيدي : ـ الوطن منزل الإقامة من الإنسان ومحله وجمعها أوطان .
تعريف الوطن اصطلاحا :
1ـ عرف الجرجاني الوطن في الاصطلاح بقوله ( الوطن الأصلي هو مولد الرجل , والبلد الذي هو فيه .
2ـ عند الرجوع إلى كتب المعاجم والموسوعات , وخاصة السياسية منها نجد أنها لاتختلف عن المعنى اللغوي
أ) ففي المعجم الفلسفي يقول ( الوطن بالمعنى العام منزل الإقامة , والوطن الأصلي : هو المكان الذي ولد فيه الإنسان , أو نشأ فيه .
ب) في معجم المصطلحات السياسية الدولية : الوطن هو البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها , وانتهائه إليها.
من هذه التعريفات توصل الدكتور زيد العبد الكريم الزيد إلى أن الوطن المراد هنا هو الوطن الخاص , الذي يلد الشخص ولادة ونشأة أو نشأة فقط .
وتعارف الناس عليه في العصر الحاضر بالحصول على الجنسية , أو رابطة الجنسية وهو لبنة متماسكة في بناء الوطن العام الذي يحد بالعقيدة الإسلامية ولا يحد بحدود جغرافية.
المفهوم العام للوطنية :
اختلفت تعريفات الوطنية عند الباحثين باختلاف المناهج الفكرية لديهم فمنهم من جعلها عقيدة يوالي عليها ويعادي , ومنهم من جعلها تعبيرا عاطفيا وجدانيا يندرج داخل إطار العقيدة الإسلامية ويتفاعل معها .
ومن ضمن هذه التعاريف :
1ـ العاطفة التي تعبر عن ولاء الإنسان لبلده .
2ـ انتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل حنينها , ويدين بالولاء لها .
3ـ تعبير عن واجب الإنسان نحو وطنه .
4ـ الوطنية تعبير قومي يعنى حب الشخص , وإخلاصه لوطنه .
5ـ قيام الفرد بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام .
والتعريف الأخير يضمن لنا عدم طغيان الوطنية على رابطة الدين .
ومن المفاهيم العامة للوطن المفهوم العاطفي ( حب الوطن ) الذي قال عنه الأصمعي ( سمعت إعرابيا يقول : إذا أردت أن تعرف الرجل فأنظر كيف شوقه إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه , وبكاؤه على ما مضى من زمانه.
مفهوم الوطن الخاص :
لكل منا تعريفه الخاص للوطن .. و الذي إن دل على شي فإنما يدل على أن لكل منا وطنه، ففي وجهة نظر البعض الوطن هو اللغة و آخرون يرونه في الحبيب أو الحبيبة و غيرهم يرونه في الأهل أو التاريخ أو الجغرافيا أو الثروة أو .. أو .. أو .. إلخ، و يختلف تعريف الوطن من شخص لآخر .. \"فمن وجهة نظر الشاعر يعرفه محمود درويش قائلا \"الوطن ليس صنما يعبد لذاته .. و لكنه يعشق على قدر ما يعطي من كرامة و حرية و أمان\".
وطنك حيث يكون لك أموات الأحياء يمكنك نقلهم معك لكن الأموات يبقون حيث هم الأموات هنا ليسوا البشر فقط
بل أيضا الذكريات وكذلك الحياة الآفلة والطفولة والمراهقة والشباب والوجه القديم والجسد القديم الذي كنتة الوطن كل مامات فيك من أشياء وخلايا عشت بها .
الوطن هو أسنان الحليب والعظام اللينة الوطن هو الحنين نعم الحنين هذا الشيء الذي يتذكره الناس وهم بعيدون عن أوطانهم هؤلاء الذين لا يعودون يعرفون بلادهم إلا بالصور التي حملوها في رؤوسهم أو في حقائبهم .
من خلال التعاريف السابقة نقول:
أن هناك وطن خاص ووطن عام . فالوطن العام هو الذي يحد بالعقيدة , وهو كل بلد يذكر فيه أسم الله
كما قال الشاعر :
وأينما ذكر اسم الله في بلد
عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
الوطنية من منظور شرعي :
النصوص الشرعية من القرآن :
قال تعالى ( وإذ قال إبراهيم رب أجعل هذا بلد آمنا وأرزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر)
وقال سبحانه وتعالى ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا وأجنبني وبني أن نعبد ألأصنام ) وهنا حكى الله عن خليله إبراهيم عليه السلام هذا الدعاء بالأمن , والسلام ورغد العيش , لهذا البلد الحرام , ويتضح منه مايفيض به قلب إبراهيم عليه السلام من حب لمستقر عبادته , وموطن أهله .
0 commentaires:
إرسال تعليق