إن المعرفة الجيدة لوسط طبيعي معين لا يمكنها أن تقلص من أهمية دراسة هذا الوسط وذلك لما تحتويه من مواد مميزة لهذا الوسط . ذلك ان مكونات الوسط تبدو جد مختلفة أمام الملاحظة العلمية ومنها ما هوشديد التأثر كأشكال التضاريس، والأصناف النباتية ، و تركز المياه السطحية الحرارة برطوبة الهواء ومنها ما هو غير مرئي كالتكوينات المجهرية أو المختفية تحت الأرض كالمصادر المعدنية، فرشات باطنية، المسكات العميقة من التربة... إلخ.
تتوزع عناصر الأوساط الطبيعية بشكل مستمر كما هو الشأن للحرارة أو الضغط الجوي والقيمة الإرتفاعية لكل نقط على سطح الكرة الأرضية، أو بشكل غير مستمر كما هو الشأن بالنسبة للغابة، لبروز صخري.
ويتم تعريف بعض مكونات الأوساط الطبيعية عبر مفهوم وصفي كأشكال التضاريس وأشكال نباتية، أن البعض الآخر لا يعتمد إلا على القياسات كقياس التساقطات درجات الحرارة، صبيب المجاري المائية ، لكن كل القياسات هي نسبية مثل الحرارة تقاس تحت الظل على ارتفاع مترين من التربة، هي ليست الحرارة الحقيقية، ولكي تصبح قابلة للمقارنة يجب أن تخصم من الإشعاع الشمسي المباشر ومن الإنعكاس الحراري الأرضي الذي سيختلف تبعا لطبيعة الغطاء النباتي والترابي، كذلك حرارتين لهما نفس القيمة، ليس لهما نفس التأثير على الوسط كذلك قوة التساقطات يجب أن تربط بقوة التبخر أو التسرب ، تأثير التساقطات من مكان إلى آخر كذلك قوة التساقطات يجب أن تربط بقدرة التبخر أو التسرب.
ويمكن ثقدير % 40 من مجموع حصة الأمطار المتساقطة على الغابات الكبرى في البرازيل و التي تتبخر مباشرة قبل أن تصل إلى التربة.
إن مكونات الأوساط الطبيعية مهما كانت كمية أو كيفية، مستمرة ، أو غير مستمرة هي مضبوطة ومفهومة انطلاقا من ملاحظات محلية.
* القياسات المناخية والهيدرولوجية: تعطي معلومات أساسية، الامتداد على السطح، لمعرفة المعطيات شيء أساسي يساهم في الحصول على تمثيلية مستمرة للظواهر واختلافاتها، يساهم كذلك العمل الكارطوغرافي في تحديد قاعدة الدراسات الطبوغرافية ، الجيولوجية، البيوجغرافية ويكشف اعوجاج المعرفة في مختلف أجزاء سطح الأرض وذلك بالاعتماد على مقاييس مختلفة تعبر عن عدم تساوي الظروف الطبيعية على الخريطة. كما تضمن كارطوغرافية مكونات الأوساط الطبيعية المراقبة المنهجية الضرورية. وذلك بتحديد مجالات بروز مكونات الأوساط الطبيعية: كالصخور، التربة ، التكوينات النباتية... كما أن طرق الدراسة ستختلف من مكون إلى آخر مثلا: لدراسة المناخ لابد من الاعتماد على قياسات فترة زمنية طويلة أكثر من 30 سنة من الملاحظات والمراقبة، وهذا يطرح عدة إشكالات منها أن هذه المعطيات قد تكون بعيدة المنال على كل أطراف الكرة الأرضية، وبنفس الدقة، ونفس الكثافة ونفس المدة الزمنية، ونفس تقنيات القياس والتسجيل والمعالجة. حاليا يتم الاعتماد على الأقمار الاصطناعية العلمية التي تمنح المعطيات بشكل مكثف ومحدد، ومتجانس على كل الكرة الأرضية غير أن هذا لا يقصي ضرورة التأكد من المعطيات على الميدان.
من المشاكل المنهجية الكبرى المطروحة في تحليل مكونات الأوساط الطبيعية : هي تلك التي ترتبط بالعلاقات الوصفية التفسيرية، ومن العلوم المؤهلة لحل هذا المشكل هو الجغرافية الطبيعية وأقسامها، حيث هي الأقرب إلى العلوم الطبيعية وإلى البحث عن آليات التفسير مع التوفيق في أهمية المستوى الوصفي مثلا: تفسير جيد لحركية الغلاف الجوي في وسط طبيعي معين يمكن أن يؤدي إلى مورفو تشكال خاص. كذلك تاريخ التوضعات ، يمكن أن يساعد وصفا غير كافيا للطبوغرافية، تفسير لآليات التترب يمكن أن يرافق بتحليل لامتداد أنواع من الأتربة.
ختاما يمكن القول أنه ليست لكل مكونات الأوساط الطبيعية نفس الأهمية في التفاعل المحقق، فالمناخ والتضاريس هما قاعدة الأوساط الطبيعية ما تبقى الغطاء النباتي ، الوحيش، التربة ، والمياه ... إلخ هي مكونات مشتقة.
0 commentaires:
إرسال تعليق