حمل قوقل كروم لتصفح الموقع بشكل سريع

الجمعة، 31 أكتوبر 2008

ضريح محمد الخامس

يوجد ضريح محمد الخامس في المملكة المغربية، فغالباً ما تختار الشعوب مكاناً من الوطن تجعله قبلة أنظارها وقلب دائرة تلتف حوله الأمة بأكملها.‏ ‏ ومسجد حسان الذي شرع في بنائه أبو يعقوب المنصور (القرن الثاني عشر ( هو بمثابة قوس النصر في ساحة الإتوال بالنسبة لفرنسا، أو ساحة السلام (تين أن من) بالنسبة لشعب الصين.‏ ‏

وكان محمد الخامس قد اختار هذا المكان لدى عودته من المنفى ليؤم صلاة احتفالية جمعت آلاف المؤمنين من الرجال والنساء والشباب والمسنين الذين جاءوا يحمدون الله ويشهدون مولد مغرب حـُرّ جديد.

وشاءت الأقدار أن يعود الشعب الوفي بعد ست سنوات من هذا الحدث في اندفاع مؤثر إلى منارة حسان يبكي محرره ويبايع خليفته لمواصلة السير على درب محمد الخامس.‏ ‏

وإدراكاً من صاحب الجلالة الحسن الثاني للبعد التاريخي الذي اكتسبه المكان، قرر إقامة ضريح يعبر عن الحميـّة والعظمة اللتين استطاع الراحل العظيم توليدهما لدى المغاربة.‏

‏وكان تشييد الضريح عملاً حاسماً كذلك بالنسبة لفنون المغرب التقليدية، إذ دبَّت الحياة من جديد في ورش الصناع في فاس والرباط والدار البيضاء ومراكش ومدن الشمال.

وقام المعلمون بتعبئة وتدريب الكثير من العمال، وتنافست طوائف مختلف الحرف لتجعل من هذا العمل تأليفاً منسجماً للتقنيات والقواعد الجمالية الموروثة من قديم الزمان، والتي ظلت حية في ذاكرة فئة قليلة من الصناع.

وعلى مر السنين التي استغرقها البناء، تدفقت تخطيطات وأشكال فنية من الذاكرة الجماعية للصناع، ذلك السجل النفيس الذي كاد يمحوه الزمن.

مسجد ضريح محمد الخامس يشتمل على بيت للصلاة من خمسة أساكيب، وثلاث عشر بلاطا، وزيادة شرقية من بلاطين وأخرى غربية باتساعها، وإن كانت تشغل بعض مساحتها بعض المرافق، ثم زيادة شمالية بطول جدار القبلة.

أسقف مسجد محمد الخامس بالنسبة للأسقف فإنها جميعا مبطنة بالداخل بالخشب ومن إنتاج وتنفيذ تعاونية مدينة مكناس. ولدراسة صنعة الخشب بمسجد محمد الخامس عقدت عدة جلسات عمل مع المعلم المتفنن المقتدر الخبير السيد (بن سالم اليازغي) صاحب معمل نجارة فنية كبير الشأن داخل باب البردعي، بمدينة مكناس أشهر مراكز صناعة الخشب وفنونه بالمملكة المغربية.

التقيت بالمعلم اليازغي في مصنعه بمكناس ثلاث مرات خلال عام 1983 ومثلها بالرباط بعين المكان داخل مجموعة ضريح محمد الخامس.

اطلعت في مصنعه على التصميمات و الأدوات والخامات ووسائل العمل وأسلوب التعامل مع الصناع وتوجيههم أثناء تنفيذ التصميم. درست معه مباشرة عدة تصميمات زخرفية نفذها بالمسجد والمتحف قبل الدراسة المباشرة معه بالمسجد والمتحف.

قباب بلاط المحراب تغطى اسطوانة المحراب قبة خشبية تليها شمالا (اتجاه الصحن) اربع قباب اخرى تغطي كل منها اسطوانة من اسطوانات بلاط المحراب المتبقية حيث يشتمل بيت الصلاة على خمسة أساكيب. قيمة اسطوانة المحراب: هي القبة الأولى جهة المحراب وتتصدر صفا من خمسة أسقف خشبية على البلاط المحوري، وهي قبة خشبية قائمة على مقرنصات من جهاتها الأربع ويبدو عليها عدم الإتقان الهندسي معماريا وبالمثل من حيث فنون التجارة أو الفنون الزخرفية أو الرسم والطلاء الذي يضعها في مرتبة فنية لا تساير مرتبة المحراب وزخارفه وعمارته.

بقية قباب بلاط المحراب قلنا أن هناك أربع قباب على بلاط المحراب تلي قبة أسطوانة المحراب شمالا، وكل من تلك القباب التي تحمل الاسم تجاوزا عبارة عن (برشلا) مربعة فوق كل أسطوانات بلاط المحراب. مقصورة النساء تقع مقصورة النساء داخل بيت الصلاة بالناحية الغربية منه مشتملة على مساحة البلاطات الثلاث الغربية ابتداء من حائط القبلة إلى حدود واجهة بيت الصلاة على الصحن أي بامتداد خمسة أساكيب مع ملاحظة أن البلاطين الأول والثاني غربا بمتدان جهة الشمال باتساع أسكوب آخر بحيث يفتح عقد البلاط الثاني غربا على الصحن الرئيسي مباشرة. وقد روعي الارتفاع بمستوى أرضية المساحة عن بقية أرضية المسجد للسباب الواردة سلفا وخشب المقصورة نفسه الذي يصنع ساترا بين رجال المسلمين ببيت الصلاة وبين الرؤية للنساء المصليات داخل المقصورة يمتد من جدار القبلة جنوبا إلى حائط بيت الصلاة المضل على الصحن الرئيسي شمالا.