التراث يشمل ما أنشئ على هذه الأرض من معالم وما قام على ظهرها من آثار؛ وما حفظ في داخلها من خيرات؛ وما ابتدعه عقل الأمة من مبتكرات؛ وما صنفه من تأليف؛ وما سجله من رسوم؛ وما خطه من مناهج؛ ورسمه من سبل ونظمه من مسالك وطرق.
والتراث في معناه العام يشمل كل ما خلفته لنا الأجيال السابقة في مختلف الميادين الفكرية والأثرية والمعمارية وآثار ذلك في أخلاق الأمة وأنماط عيشها وسلوكها؛ فهو منجز تاريخي لاجتماع إنساني في المعرفة والقيم والتنظيم والصنع؛ وهو كل ما هو حاضر في وعينا الشامل مما ينحدر إلينا من التجارب الماضية في المعرفة والقيم والنظم والمصنوعات والحضور ...إلخ.
تعريف مختصر جدا عن التراث الشعبي بصفة عامة
التراث الشعبي أو ( الفلكلور ) أو المأثورات الشعبية كلها مسميات لعلم واحد – هو ( التراث الشعبي)
وينقسم التراث الشعبي إلى أربعة أقسام
• أولا : المعتقدات والمعارف الشعبية .
• ثانيا : العادات والتقاليد الشعبية .
• ثالثا : الأدب الشعبي , وفنون المحاكاة .
• رابعا : الفنون الشعبية , والثقافة المادية.
فمن المعتقدات ما يعتقده شعب معين من طقوس دينية أو عوامل طبيعية , أو ظواهر لا منظورة .. كالتي تتعلق بالجن .. أو ( الغيبيات).
أما المعارف فهي ما أتقنه ذلك الشعب من حرف وصناعات تقليدية ميزتهم عن غيرهم , أو أن لهم طريقة خاصة بهم .
أما العادات والتقاليد – فهي ما يتعلق منها بالاحتفالات والمناسبات . والأسلوب السائد في مجتمع ما , كعادات الزواج والختان .. والأعياد , وطرق الاستقبال الضيوف أو توديعهم .
أما عن الأدب الشعبي – فهو ما يخص ( الشعر ) , أو النثر بكل ما يحوي من ( قصص ) و( أساطير ) أو ( أمثال ) و( أحاجى ) ... الخ .
والفنون الشعبية هي تلك الفنون التي نطلق عليها ( العرضات ) أو الرقص الشعبي , بكل أنماطه وخصائصه .. وأيضا ما توارثه المجتمع من أنماط غنائية أو شبه غنائية كالأناشيد .. والمواويل .. او الحداء ... الخ .
كما تقع من ضمنها الألعاب الترفيهية , ( كطاق طاقية ) المشهورة في كافة البلاد العربية .
والثقافة المادية – هي الآثار والأدوات الشعبية المستخدمة في ذلك المجتمع .. سواء أكانت لباسا أو أدوات منزلية أو زراعية أو خلافها .
وقد أهتم بالفلكلور في هذا الزمن اهتماما ملحوظا سواء من ناحية الدارسين أو من ناحية بعض الجهات ذات الاختصاص في العالم .. التي أخذت على عاتقها مهمة دراسة الفلكلور وتوثيقه .. لما لذلك من أهمية كبيرة في دراسة خصائص المجتمعات والبحث في عوامل تطور الأمم بالعودة لتراثهم لتفحص خصائصه واستجلاء أسراره وغموضه
.
ومما لاشك فيه – إن أي أمة يُحكم عليها من خلال تراثها حيث يصوغ سلوكهم و علاقاتهم .. فالأمة غزيرة التراث يدل ذلك على عظمها وسموها ... كما أن التراث بمفهومه العام لم يكن نتاج زمن قصير أو عدد قليل من الناس .. وإنما بتكاتف عدد كبير منهم .. فالأعمال الفلكلورية الخالدة جاءت نتيجة تراكم معرفي طويل ونقل متواتر من جيل إلى جيل .
كما أن كل جيل - أو بالأحرى كل راوي - قد يقوم بالتعديل والتبديل دون قصد طبعا .. لذا فلا غرابة أن وجدنا أسطورة ما تتشابه مع أخرى في أمة أو شعب آخر ,, فقد يكون أصلها واحد غير أن التحريف قد غير صياغتها وبنيتها مما جعلها غامضة لا يعرف أحد ما هو مصدرها ولأي أمة تنتمي بالأساس.
أما كيف جاء التراث الشعبي .. وعن الحاجة المجتمعية التي أتت به – فإن ذلك قد جاء تلبية لحاجة المجتمع لحفظ عاداته وتقاليده وغرسها في نفوس الأجيال القادمة إما لانعدام سبل التعليم المنتظم .. أو لحرص المجتمع على نقل معارفه وغرس القيم الفاضلة في نفوس أجياله الجديدة .
لذا فإن الأسطورة أو الملهاة أو القصة , أو الأمثال الشعبية والأحاجي هي في الأساس نوع من التعليم غير المباشر للأطفال في أطوار نموهم الأولى .. وهي في الأساس تتميز بسمات وخصائص معينة منها البساطة والمتعة التي تسعد الصغار ويستمتع بها الكبار ً... كما يلاحظ إن في معظم الأساطير ميل كبير إلى إدخال العنصر الأنثوي فيها بشكل بارز ... وأيضا لمس للمناطق الغريزية والجنسية في الإنسان .
حيث نجد معظم الأساطير تدور حول الجنس .. ثم إلى الغنى والجمال والسلطة والفروسية ... الخ . ولعل ذلك يرجع إلى ميل الإنسان الفطري إلى حب الكمال .. والتحليق في عالم الخيالات والأماني .. كنوع من التخلص من الواقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق