Pages

الأربعاء، 25 مارس 2009

عيد المولد النبوي الشريف

يحيي المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يوم ذكرى المولد النبوي الشريف بكل ما تحمله هذه المناسبة العظيمة، يوم ولد هادي البشرية وآخر الأنبياء والذي جسد في ميلاده كما في حياته ومسيرته العطرة كل ما أراد المولى عز وجل أن يكون هاديا ومبشرا ونذيرا.

في عيد المولد النبوي الشريف حري بالمسلمين أن يعيدوا قراءة سيرة نبيهم العظيم وان يتأملوا جيدا وطويلا في ما استطاع نبي الله أن يؤسس له وان يبني بنيانه القوي والمتين الذي شمل المعمورة بأسرها والتي أدخلت الناس أفواجا في دين الله الذي حمل رسالته محمد بن عبد الله مؤمنة بالله العلي القدير وصادعة لأمره وسائرة على خطى وهدى النبي الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق وليعلي صوت الحق ولينشر العدل والإخاء والمحبة بين الناس لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ولا تفريق بين المؤمنين على أسس من اللون أو العرق أو المكانة أو الثروة ..

كل الناس سواسية أمام الله ورسالة الإسلام السمحة التي حملها نبينا العربي الهاشمي إلى البشرية جمعاء تجلت عظمتها في ما استطاع المصطفى عليه الصلاة والسلام أن يمثله لكل من حوله في التواضع والعدل وفي الحض على التسامح وعدم الغلو وفي تفحص الأمور بدقة بعيدا عن الغضب أو التعصب وقبل كل شيء التزاما بالنص القرآني وبما أمر الله ورسوله به وعدم الاقتراب من المحرمات أو الاجتهاد في وجود النص وفي عدم الفظاظة أو الغلظة في السيرة النبوية العظيمة كان رسول الله قدوة حسنة وكان ما لاقاه من عنت واعتداءات مباشرة على شخصه الكريم كما على رسالته السماوية ما لا يتحمله بشر لكن النبي العربي صبر وتحمل ولم تستوقفه حاله وظلم ذوي القربى بل إن كل جهوده وطاقاته كانت مكرسة لحمل الرسالة والوفاء لها وإيصالها إلى ما أمره الله إليه فجاء النصر من عند الله رغم اضطرار النبي ومن حوله وهم قلة على التخفي والهجرة والانزواء ولكن إلى حين..

وعندما أراد الله وانتصرت إرادة الجمع المؤمن على جموع الكافرين لم ينتقم منهم رسول الله ولم يقتص بل دعاهم إلى دين الله وضرب المثل والقدوة في التسامح وأعطى النموذج في الصبر على الإساءات وفي حماية الرسالة والتضحية من أجلها وجاءت الاستجابة ودخلوا في دين الله أفواجا إيمانا بعظمتها وشموليتها واقتناعا كذلك وإعجابا واقتداء بالنبي الكريم الذي تسامح معهم وأعلى من شأن المؤمنين عربا كانوا أم غير عرب في إخاء وعدل وفي إصرار على نشر هذا الدين العظيم وتكريسا للرسالة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق